بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 27 يوليو 2007

هرب النائب وانتصر البدون


هرب النائب وانتصر البدون

ليس غريبا هذه الايام ان يهرب مسؤول او نائب من لقاء او حوار تلفزيوني, فهي ظاهرة اصبحت منتشرة ومشهورة في الفضائيات العربية, وغالبا مايلجا اليها ضعاف الحجة والمتذبذبون والمهزوزون ومااكثرهم اليوم, لكن الغريب ان يكون الهارب هذه المرة نائبا اسلاميا مخضرما في البرلمان الكويتي ووزيرا سابقا للعدل وممثلا لشريحة واسعة من الامة الكويتية وممثلا للتيار السلفي الواسع النفوذ والتأييد في الشارع الكويتي, وهو النائب المعروف ايضا بصلابته وقدرته الفائقة على المواجهة وتحدي المخالفين ,الا انه وبرغم ذلك كله انسحب بصورة مفاجئة وفضل الهروب على مواجهة "البدون" وبصورة اثارت استغراب الجميع ولاتنسجم اطلاقا مع صفات التواضع والصبر والتسامح التي يفترض ان يتحلى بها الاسلامي। هروب النائب احمد باقر من برنامج "من وراء الابواب" الذي عرضته قناة الراي وبهذه الطريقة التي لم يكن فيها اي نوع من الذوق او الاحترام للبرنامج ولضيوفه ومشاهديه يجعلنا نضع علامات استفهام عدة حول هذا التصرف الذي فاجا الجميع والذي لم يكن متوقعا ولم يكن له اي مبرر مقنع, ويجعلنا نتساءل: هل كان السبب بالفعل اخلال معدي البرنامج بما تم الاتفاق عليه مسبقا معه كما ادعى النائب الكريم? ام لانه لم يعد قادرا على رد سيل الاتهامات والانتقادات التي وجهتها له المذيعة المحترفة "لانا القسوس" والمدعومة بتاييد اراء المتصلين والمداخلين من الجمهور? ام لشعوره بأن تصريحاته المتناقضة والمتعارضة مع ابسط اساسيات المنطق والاقناع التي ادلى بها خلال البرنامج قد وضعته في زاوية حرجة ضيقة حتمت عليه الهروب والنفاذ بجلده من اكثر ابواب الاستديو قربا? ثم ما سر اعتراض النائب احمد باقر وعدم قبوله استضافة الشيخ الداعية عبد العزيز العويد في البرنامج? هل لانه بالفعل لم يخبر بحضوره مسبقا ام لانه فقط من فئة "البدون" التي يجد صعوبة في قبولها والجلوس معها ومناقشتها? وكيف يستقيم هذا التصرف مع نهج السلف الذي يتبنى مبدا التسامح وقبول الاخر والحوار والنقاش معه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة? اليس هذا هو المنهج الذي يؤمن به النائب الكريم ويدعي انتسابه اليه وهو المنهج نفسه الذي ينتمي اليه العويد ايضا? ثم ما المشكلة في الجلوس والنقاش مع داعية من البدون? وما السبب الذي يجعل النائب الكريم ينفعل كل هذا الانفعال وينتفض ويرفض حتى الجلوس واكمال الدقائق القليلة المتبقة من وقت البرنامج? هل تراه تفاجا بضيف من العدو الصهيوني? ام ان سعة صدر النائب الكريم لم تستطع استيعاب وجهة نظر هذا الداعية الاسلامي المعروف? اين ذهبت حجة وبيان النائب احمد باقر المعهودة وكيف تبخرت بهذه البساطة وامام اول مواجهة حقيقية مع "البدون" وهو المردد دائما بانه لايتكلم الا من وحي الشريعة والقانون, اين ذهبت الشريعة واين ذهب القانون الذي يتحث عنه? هل الشريعة والقانون يشجعان على الهروب من المواجهة ورفض الاخرين وعدم القبول بهم ورفض حتى الجلوس معهم? ام تدعونا للتسامح والايخاء والمحبة والتواضع? نتمنى ان نسمع تبريرا مقنعا من النائب الكريم غير مسالة الاعداد والتنسيق التي لا اظنها تنطلي على احد, ونتمنى ايضا ان يبرهن للمشاهدين الذين لم يعتذر لهم بانه لم يهرب من المواجهة بدافع العنصرية وضعف الحجة والارتباك, وبانه مستعد لاعادة الحوار والنقاش مع من اجبروه على الهروب بعقلية منفتحة تقبل الاخرين وتتعامل معهم بروح الاسلام وليس شعاراته فقط.

ليست هناك تعليقات: