بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 28 يوليو 2007

الظلم ظلمات يوم القيامة


اقشعر بدني عند رؤيتي لهذه الصورة التي فيها هذا الملازم الذي لا يتعدى عمره الثالثة والعشرين ممسكا بيد هذا الرجل الطاعن في السن دون احترام او اكتراث لوضعه الصحي وذلك لانه بدون....الله اكبر على الظالمين , واليكم قصة قرأتها بجريدة الرأي العام الكويتية,انظروا مدى الظلم وكميته في هذه القصة لعلنا نعتبر قبل ان يفرض علينا الحل من الخارج ووننفذه رغما عن انوفنا فأعطوا كل صاحب حق حقه والقصة هي مأساة رجل «بدون» جنسية ورب اسرة مكونة من 12 فردا تقطن في الصباحية قطعة 3 فبينما يلتهم البعض قطع البيتزا ووجبات الهمبورغر لا تجد اسرة محمد ما تأكله، ولم ينتبه له احد قط لان محمد من الفقراء «الذين نحسبهم اغنياء من التعفف».
مأساة محمد وتحوله من عسكري برتبة رقيب اول في القوة البحرية، يحصل على علاوة لاطفاله الى عاطل عن العمل لا يجد قوت يومه، رغم ان وزارة الدفاع لم تدفع له مستحقاته التي تتجاوز 40 الف دينار كشفتها الصدفة البحتة، فالرجل كان يلجأ الى الله فيمضي فترة طويلة في الصلاة في المسجد قبل صلاة الفجر، وبالطبع كانت دموع الالم لا تفارقه ما اثار انتباه احد المصلين فسأله عن سبب البكاء فكشف بعد تردد مأساته.
كويتي «بدون جنسية لديه احصاء 1965 وسبق لوالده العمل في مزرعة عريفجان لحساب الشيخ ناصر الصباح الناصر، التحق في الجيش العام 1978 وسرح في العام 2001 بعد خدمة 23 عاما ضمن حملة التشديد التي شنتها وزارة الدفاع على العسكريين البدون رغم ان القرار لم يشمله كون لديه احصاء 1965، وهو ما افاد به الجيش نفسه اذ استغرب القائمون على الامر تسريحه رغم توفر الاوراق التي تتيح له الاستمرار في الخدمة.
ولان قرار التسريح من الجيش جاء فجأة وتزامن مع اصابة احد ابنائه بورم سرطاني فقد تآكل رصيد محمد من المال الى ان تلاشى بعد ان منّ الله عليه بالشفاء بعد عملية استئصال اضطرته للاقتراض من احد البنوك.
وما ان استعاد محمد انفاسه حتى ابتلي بحريق بالماء الساخن تعرضت له احدى بناته، ولم تفلح العمليات التي اجريت لها في الكويت في القضاء على التشوهات التي خلفها الحريق ماتطلب اجراء عمليات خاصة خارج الكويت.
محمد المبتلى بفقدان الوظيفة دون ذنب وبمرض ابنه وابنته كان في امس الحاجة الى العودة للعمل، وطلبه رفض مرارا ودون تفسير ولان الوضع لم يحتمل الانتظار لحين العودة للوظيفة طالب محمد وزارة الدفاع بان تدفع له حقوقه كي يعيش ويعالج ابنته ولم يفلح في ذلك ايضا، رغم توسط احد النواب له ورغم تعاطف الوزير الشيخ جابر المبارك معه، اذ وعد في احدى المرات بصرف نصف مستحقاته.
كل ذلك جعل محمد يجزم بان طرفا ما في وزارة الدفاع يمنع رحمة الله ان تنزل عليه ويطالب بألا تصرف المستحقات حتى يحضر محمد اي جنسية اخرى او يحضر اشعار مغادرة وهو الامر الذي كان يصيب محمد بالذهول فهو لا يعرف ارضا غير الكويت ولا يملك ان يغادر,,, الى المجهول
وهكذا كان يرجع محمد خائبا وعاجزا امام ابنته المحروقة واسرته الجائعة، دون ان يتمكن من تغيير الوضع، فيما عدا مساعدة مالية قدرها 80 دينارا وارز وطحين قررتها له لجنة زكاة الصباحية لمدة ستة اشهر، وانتهت منتصف ديسمبر الماضي.وضع محمد واسرته مأساوي للغاية ومطالبه بسيطة,, اعادته للوظيفة او صرف حقوقه وعلاج ابنته.قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ليس منا من نام شبعان وجاره جائع».
أصيب بانهيار عصبي
لم يكد يمر اقل من اسبوع بين تقصي «الرأي العام» لهذه المأساة ونشرها حتى تعرض محمد لانهيار عصبي نقل على اثره الى مستشفى الطب النفسي بعد ان فقد القدرة على اطعام عائلته رغم محاولات اهل الخير في قطعة 3 في منطقة الصباحية مساعدته، وهكذا انتقلت المسؤولية الى ابنه الاكبر الذي يضرع الى الله ان يجد أي وظيفة ليسد رمق اخوته.

ليست هناك تعليقات: